الأحد، 1 يونيو 2008

أمسية شعرية مشتركة بين الشاعرتين فاطمة بن فضيلة و الشاعرة ام الخير الباروني




بوح المطر التقاء شعري تونسي ليبي
أمسية شعرية مشتركة بين الشاعرتين فاطمة بن فضيلة و الشاعرة ام الخير الباروني
متابعة وتصوير :صابر الفيتوري
من تنظيم رابطة الصحفيين والإعلاميين بشعبية طرابلس أقيمت أمسية شعرية للشاعرتين "فاطمة بن فضيلة" من تونس والشاعرة الليبية" ام الخير الباروني" حضر الأمسية لفيف من الكتاب والأدباء والصحفيين والمهتمين بالشعر حيث باحتا بقصائد مطيرة من عذب القول في أجواء من الاحتفاء والإنصات لما جادت به القرائح من شعر التقي فيه نموذجين من الشعر النسوى ذي الخصوصية كونه يتعامل مع المفردة الرشيقة الجميلة التي تحمل هاجس المراة العربية وما يحيطها من تفاصيل ترتبط بأحلامها وأمانيها المتطلعة للجمال وبتعبير صادق دون مواربة وهذا ما كان حاضرا في الأشعار التي اختيرت لتلقي علي مسامع الحاضرين ..
قدم الشاعر "محمد الهريوت" الشاعرتين بمحاولة قراءة خصائص الاشتراك بين الشاعرتين التونسية التي تمثل تونس الخضراء و الالق الشعري التونسي والشاعرة الليبية التي يرسم اللون الأخضر النقي اهتماما شعري وحضورا في قصائدها وما يمثله اللون الأخضر من وشائج حب وجدانية عند جل الشعراء الليبيين ..
الشاعرة التونسية الضيفة " فاطمة بن فضيلة " التي لم تبتعد عن بلدها تونس لم تري أنها ابتعدت وشعرت أنها بين الشعراء الليبيين وكأنها بين أبناء قريتها فالشعراء لهم قرية واحدة حالمة يعيشونها معا كما قالت وهي من وصفتها الشاعرة التونسية " جميلة الماجري " بأنها تملك بذرة الشعر الأولي وهي اللغة حيث يصبح النص الشعري عن " فاطمة" لعبة لغوية مع الشغف لصياغة الصورة الشعرية دون تكلف واصفا إياها بالرسامة الماهرة التي تقتبس ألوانها من ألوان الطيف بريشة من خيط الغيم فتلمع النجوم علي ورق علي يديها مبرزة الخصوصية والجرأة في دنيا الكتابات النسوية فبوحها يفتح عوالم المراة السرية دون ابتذال ويكشف فيه حفر أنثوي لشاعرة متمكنة من أدواتها الفنية..
وافتتحت الأمسية بقصيدة كتبت في طرابلس وأهدتها لطرابلس عنونتها بالاسم القديم لطرابلس " أويا " تقول القصيدة :-
أويا
لملمي بخار الغيب
واكتمي الطريق علي الرقيب
لا تبعثري سحرك للعابرين
زمن البداية أنت
منذ انبلاج الفجر
أويا
ما الذي يرجو الغريب
إذا أتاك مسربلا بالمجد
أويا.. احذري مينائك الغربي
لا تدعي الرياح تشوش هذا السحر
لملمي مفاتنك ولا تامنى تزف البحار
ولا انحصار البحر..
وتتابعت في إلقاء قصائد من مجموعتها الشعرية التي صدرت العام الماضي " من ثقب الروح أفيض" وعمدت أن تشكل قصائدها بين القصائد المختزلة التي تضم صورا مكثفة والقصائد الانفعالية التي تحمل موقفا كقصيدتها عن المربد ..من النصوص
نص بعنوان بين يوسف وسليمان
أمر النحل ان شيد لها قصرا من شهد
وأن املأ انهار القصر :
النهر الأول عسلا ابيض
النهر الثاني عسلا ذهبيا
والثالث بالعسل الأسود
وأمر النمل
ان احمل خيرات الأرض لها
تمر البصرة , عنب الشام ,حرير الهند
يواقيت بلاد الصين ,فواكه افعانستان
متاحف مصر وفراء من قطب الأرض المهجور
وأمر الهدهد ان حلق فوق سماوات القصر
واملأ باحته رقصا و غناء وافرك قدميها بماء الزهر
تم قدم الشاعر " محمد الهريوت" الشاعرة " ام الخير الباروني" التي ألقت علي الأسماع عدد من القصائد الرقيقة الصادحة بالرومانسية والإجلال الشعري وهي الشاعر التي قال عنها الشاعر الكبير المرحوم" لطفي عبد الطيف " واصفا ملمحا في شعريتها متسائلا عن هذا الحاد الفائق العذوبة التي تنسابين معه شبحا لأمنية وهذه الأحلام الفارة من عيون أصحابها مذعورة لتختفي عندك مازجا بين وظيفتها الحياتية العلمية وكونها شاعرة فكتب يقول أنت الكيمياء التي ستكشفين يوما انه لأفرق ذا حجم بين كيمياء الدواء وكيمياء الكلام وكأنه يصف كتابتها بالتحضير الدقيق الحريص داخل مختبر اللغة والصورة والإبداع ..
حيث بدأتها بقصيدة بعنوان تساؤلات
تقول فيه :-
أتساءل عن لون العتمة
عن لون الأمل المتعلق
بأذيال الظلمة
عن لون العشب النامي
بعد أن تهطل سحب الأوهام
ولون الأفق المترامي
بعد أن تشرق شمس الأحلام
عن لون ضفاف ذاكرتي
ومرافئ شطان النسيان
****
هذا المساء
والمطر ثرثار عجوز
يهمهم في خفوت
يملؤني اشتهاء
لان نكون معا
وأنت..
بعيد ..
بعيد كالغد
قريب كهمس الذكريات
وأنا لحظة احتضار قلقة
قطرة .. قطرة
وأضافت باقة مختارة من قصائدها التي جمعتها في مجموعتها الشعرية الجديدة" لحاف الضوء " التي صدرت حديثا من منشورات مجلة المؤتمر وهي نصوص قصيرة بنفس شعري يقتنص اللحظة بإتقان منها ( ارتباك ) (خوف) ولحاف الضوء ..
خوف
البارحة
بعدما غادر تني
وعلي غير عادتي
لم اقرب الماء
لم اشرب
خفت
خفت أن انطفئ
بعد ذلك توقفت الأمسية لاستراحة قصيرة ولتناول المرطبات عاد بعدها التقاء الشعر بحالة الاستماع فألقت الشاعرة التونسية وأعقبتها الشاعرة الليبية بنصوص قصيرة ..
قبيل الختام فتح المجال لتداخل الحاضرين فتحدث الكاتب "حسن الفيتوري" مقدما بعض الملاحظات النقدية حول بوح الشاعرتين فعبر انه لامس نضجا في اللغة في نص أويا الحديث للشاعر "فاطمة بن فضيلة "واحتوي النص علي استعداد لقول الصورة الشعرية اما في نص المربد فكان هناك وجع طغي علي الاشتغال علي النص من ناحية فنية وفيه لغة مباشرة وهي لغة لم ترتقي الى نص أويا اما نص (بين يوسف سليمان ) فشد انتباهي القدرة علي استحضار الأسطورة سائلا عن إمكانية النص " السليماني " إن جاز التعبير ومدي توظيفه شعريا ؟
وعن الشاعر ام الخير الباروني تحدث قائلا انها تملك جمل سردية ممتعة واستحضر بدايات الشاعرة عندما كانت تكتب القصة وتميزها في كتابة القصة ولماذا لم تواصل كتابة القصة فأنها ان واصلت كتابة القصة ستحقق شيئا مهما وكنت منذ ذلك الوقت قبل عشر سنوات اعتقد ان لها مستقبلا في السرد ..
وكان "حسن الفيتوري " هو المتداخل الوحيد وفتح المجال للشاعرتين للرد والإجابة علي التساؤلات المساقة فقالت الشاعرة فاطمة بن فضيلة الجميل الا تمر الأمسيات هكذا شعرا فقط فالتناول النقدي يفتح براحات أمام الشاعر وأوافق علي ان قصيدة المربد فيها بعض الشيء مباشرة لكن موضوع القصيدة لا يمكن الا وان يكون كذلك وأنا تعمدت ان أقراها لأقدم نماذج مختلفة من إبداعي في جملة من تجريبا ته ..
وفي إجابة عن حضور القصة في تناول ام الخير الباروني الإبداعي اعتبرت انها تحب الشعر وتحب ان تكون شاعرة وتثيرها رغبة التقمص او التوحد التي يستفرد بها الشعر وهي عملية تواصل من الذات والي الذات ..