الأحد، 1 يونيو 2008

وقع خطى أقدام الماء وقصائد أخرى للشاعر الإيراني سهراب


ترجمة محمد الأمين
يعتبر الشاعر والفنان التشكيلي سهراب سبهري(1928-1980) من أشهر الشعراء الايرانيين المعاصرين. فبالرغم من النقد اللاذع الذي تعرض له طوال حياته من قبل االوسط النقدي وأشهر مجايليه بسبب خلو منجزه الشعر من صدى الواقع الاجتماعي الذي أعتبره شعراء الحداثة الايرانية منذ نيما يوشيج الرائد الى نهاية ثمانينات القرن الماضي ركيزة اساسية في الشعرية الحديثة الا ان مجاميعه الشعرية حققت في السنوات العشرين الاخيرة أعلى مبيعات دور النشر الأيرانية كما اعترف العديد من الشعراء المعاصرين بتأثيراته العميقة على منجزهم الشعري.وتوالت البحوث والدراسات الجامعية. تمتازتجربة سبهري بانبثاقها من منظومة فكرية متماسكة قلما شهدتهالا الشعرية الفارسية منذ افول المدرسة العشق الذي يشكل وازعا رئيسا لأصل الأرادة . في العرفان الاسلامي. وعبر لغة لم يكن لها أن تشق طريقها الى الذائقة العامة لولا اتسامها بشفافية جد عالية وكأنها مجتزة من حنجرة الطبيعة. آخى العزلة وناصر الطبيعة وكافح ضد التمايز بين الكائنات: "انا لا أعرف لماذا يقولون أن الحصان حيوان عفيف؟أن الحمامة جميلة؟ لماذا لا يوجد نسر في قفص أحد؟" الى أن هرمت يداه ظل سبهري أنيس النيلوفر، يحاول جادا العثور على الفرصة الخضراء التي تُوهت وظل يستدرج الأنانية عسى أن يفتت سلاسلها باعتبارها استلاب خفي لحرية الأنسان.قصائد سبهري تأملات في حضرة الطبيعة (ينبغي غسل الأعين وتغيير النظرة) كي تعاود الروح حضورها المتوهج وتكتسح العتمة التي داهمتها على حين غرة. حتى وفاته فيها بقى سبهري وفيا لمدينته كاشان رغم تجواله في العالم شرقا وغربا ، في مسقط راسه كان جل تعلله أن يرافق عزلته خارج كاشان وجغرافيتها:"من أهل كاشان أنا لكن كاشان ليست مدينتيمدينتي ضاعتوأنا بالحمى شيدت مدينة في ضقة أخرى من الليل"
القصائد المترجمة هنا منتقاة من أعماله الشعرية الكاملة التي تحمل عنوان الأسفار الثمانية والتي تشتمل على المجاميع الشعرية التالية: "أنقاض الشمس"، ""موت اللون"، "حجم الأخضر"، "حياة الأحلام"، "شرق الحزن"، "عدم مطلق، رؤية مطلقة".اضافة الى ملحمتيه الشعريتين: "وقع خطى أقدام الماء" و"مسافر"
بشارةسآتي ذات يوم برفقة بشارةسأصب النور في الشرايينوسأهتف: يامن سلالكم ملاى بالاحلامعندي لكم تفاح الشمس الأحمرسآتي أعطي المتسول ياسمينة أعطي المرأة الجميلة المصابة بالجذام أقراط أُخرسأقول للأعمى: انظر يالروعة الجنينة!سأصير بائعا جوالاأجوب الأزقة هاتفا:ندى ندى ندىعابر سبيل سيقول: أنه ليل حالكسأمنحه مجرةعلى الجسر فتاة مبتورة الساقينسأقلدها الدب الأكبر سأحصد كل السباب من الشفاهسأقوض الحيطانلقطاع الطرق سأقول: ثمة قافلة في طريقها اليكم حمولتها البسماتسأقطع الغيومسأعقد العيون بالشمس، القلوب بالحبالظلال بالماء، الأغصان بالريحسألحق حلم الطفل بترنيمة المهدسأطلق الطائرات الورقية في الفضاءسأسقي الأصص.سآتيمانحا الخيول والأبقار عشب الحنان الأخضرسأمنح الجواد طستا طافحا بالندىثمة حمار هرم يأتي، سأبعد عنه الذبابسأتي باذرا القرنفل على الأسوار جوار كل نافذة سأقرأ قصيدةلكل غراب أعطي سروةسأقول للأفعى : يا لأبهة الضفدعسأنثر السلمسأسيرسألتهم النور حينها سيكون لي صديق.

نيلوفركنتُ أعبر حدود الرؤياظل مظلم لزهرة نيلوفركان ساقطا فوق كل هذه الخرائباية ريح متهورة ساقت بذرة النيلوفر الى مملكة رؤياي؟خلق ابواب الاحلام ،الزجاجيةفي وحل المرايا الغائرفي كل الأمكنةاذ كنت اموت قطعة قطعةكانت زهرة نيلوفر قد نمتكانها تنسكب لحظة لحظة في اعماقيوانا في نغمة تبرعمهااموت ذاتيسقيفة الرواق تنهاروساق النيلوفر يلتف حول الاعمدةاية ريح متهورة ساقت زهرة النيلوفر الى مملكة احلامي؟لقد تبرعمت زهرة النيلوفرومن احلامي الشفافة انبثقت سيقانها
كنت في عالم الرؤياجاء سيل اليقظةفنحت عيني على انقاض الاحلامكانت النيلوفرة ملتفة حول حياتيكنت اعدو في عروقهاوكانها متجذرة فياية ريح متهورة ساقت بذرة النيلوفر الى مملكة رؤياي؟

ماء لانعكر الماء هناك علی بعد مسافة ربما ثمة حمامة تشرب الماءاو في غاب بعيد عندليب يغسل اجنحته او في قرية جفنة تملأ. لانعكر الماء ربما يسيل هذا الماء الرقراق نحو ساق صفصافة ليغسل حزن قلب. ربما يد درويش تغمس كسرة خبز بابسة في الماءامراة حسناء دنت من ضفة النهر فتضاعف جمالها . كم عذب هذا الماء! كم زلال هذا النهر!يالصفاء اهالي القری العالية لتكن ينابيعهم متدفقة لتكن ابقارهم حلوبةانا لم ار قريتهم لاشك ان جنب اكواخهم اثار اقدام الله المصباح هناك يضئ سعة الكلاملاشك ان في تلك القری الحيطان واطئة والناس يدركون اية ازهار هي شقائق النعمان لاشك ان الازرق هناك ازرق .برعمة تتفتح ..لاهل القرية خبر عنها.يالها من قرية ليكن طريقهم النيسمي مفعما بالانغام جيران الماء ادركوا معنی الماء ولم يعكروه يستوجب علينا نحن ايضا الا نعكره.

مسافر
عند الغروب في زحمة حضور الأشياء المجهد ثمة نظرة متربصة تبصر حجم الوقت وعلى الطاولة ضجيج فواكه ناضجة ينساب نحو جهة إدراك الموت المبهمة فيما الريح تهب لحاشية الحياة الوديعة شميم المزرعة المترامي فوق بساط الفراغ وكمهفاة يمسك الذهن سطح الوردة البراق ويروح عن نفسه
نزل المسافر من الحافلة يالها من سماء صافية وخطف امتداد الشارع غربته.
عند الغروب كان صوت ذكاء النباتات يطرق السمع المسافر قادما جالسا على مقعد وثير جوار العشب قلبي منقبض لكم منقبض قلبي طوال الطريق كنت منشغلا بشيء واحد وكان لون السفوح يخطف انتباهي فيما خطوط الطرق منغمسة في حزن السهوب بالها من وديان مدهشة ـ والحصان هلا تذكرته؟ كان ناصعا كمفردة نقية كان يعلف صمت الوديان الأخضر ثم الغربة الزاهية للقرى المحاذية ثم الإنفاق قلبي منقبض ولا شيء لا هذي اللحظات الشذية التي تنطفئ فوق أغصان النارنج ولا هذي الصداقة الزائلة المتراوحة بين أغصان الليلك لاشيء يحررني من هجمة الأطراف الفارغة وها أنذا أتفكر إن هذا الإيقاع الموزون للحزن سيبقى مسموعا إلى الأبد.
هوت نظرة المسافر على الطاولة ياله من تفاح جميل الحياة منتشية بالعزلة وسأل المضيف ـ ما تقصد بـ جميل؟ ـ أقصد فصاحة الأشياء عن حبها والحب وحده الحب يؤنسك بدفء تفاحة وحده الحب اقتادني إلى رحاب أشجان الحيوات إلى مقام مكنني فيه أن أتحول إلى طائر ـ وماذا عن نبيذ الحزن السحري؟ ـ انه يمنحك صوتا إكسيرياً مصفى
ينبغي أن نكون ممسوسين وإلا فسيتعذر علينا الترنم بالدهشة بين مفردتين والحب سفر إلى الضياء الراعش لعزلة الأشياء إلى صوت المسافات الـ.. ـ . . . غارقة في المجاهيل ـ كلا إنما صوت المسافات الزاهية كالفضة المتكدرة اثر سماعها للاشئ دائما وحيد هو العاشق هو والثواني يمضيان بيدين متشابكتين نحو الوجه الآخر للنهار هو والثواني ينامان على حصير النور ويدركان جيدا ما من سمكة قط استطاعت أن تحل انعطافات النهر وفي منتصف الليالي ه و والثواني يستقلان قارب الإشراق المندرس هائمين في بحار البصيرة مجدفين نحو مقام الدهشة ـ نكهة حديثك تجذب الإنسان إلى أزقة الحكايا فيا للدم الطازج الحزين المنساب في عروق لحن كهذا.
كانت الباحة متوهجة الرياح تهب وكان دم الليل سائباً في صمتهما.
الغرفة فضاء ناصع للتفكر يا لأبعادها المتواضعة قلبي منقبض لا أنوي أن اخلد للنوم اتجه نحو النافذة جلس على مقعد عتيق ما زلت مواصلا سفري أشعر أن زورقا ما يمخر أمواه العالم وأنا منذ ألوف الأعوام أغني لكوى الفصول مواويل طازجة لملاحين انقرضوا وأجدف وأجدف ترى إلى أين يقتادني السفر؟ في أي مكان سينطبع اثر القدم ناقصا في أي مكان ستحل أنامل الفراغ الطرية رباط الحذاء؟ أين هو المكان الذي يفرد فيه بساط للراحة والتنصت لصوت إناء يشطف بماء صنبور مجاور؟ وأنت في أي ربيع ستمكث لتمتلئ سطيحة روحك بالأوراق الخضر.؟
ينبغي إرتشاف النبيذ والسير فوق ظل يافع وحسب.
أين سمت الحياة؟ من أي الجهات سأصل إلى الهدهد؟ أنصت انه ذات الحديث الذي لوع طوال السفر نافذة الحلم فأية نغمة كانت ترن في كل الطرق في أذنيك؟ فكر أين هي النواة المحتجبة لهذا الترنم الغامض؟ أي وزن منعش ودافئ كان يثقل جفنيك؟ لم يكن السفر طويلا أن مرور سنونوة يقلص وطأة الوقت وفي محاورة الريح والصفيح ترجع الشارات صوب مطلع الذكاء لكن ماذا حدث في تلك البرهة حين كنت تتأمل من شرفة الصيف جاجرود المضطرب فحصدت الزرازير حلمك؟ كان موسما للحصاد كلما حط زرزور على غصن شجرة تورق كتاب الموسم وكان السطر الأول الحياة إغفاءة زاهية لإحدى دقائق حواء
كنت تتأمل فيما ذهن الريح منفرطا بين البقرة والعشب انظر دائما ثمة شرخ على محيا المشاعر دائما ثمة شيء كأنه نباهة الحلم طري كخطوات الموت يدركنا من الخلف يربت على أكتافنا فيما نرتشف عند الوقيعة دفء أنامله المشعة وكأنه سم لذيذ وهل تذكر البندقية؟ ووجه الارخبيل الهادئ؟ ففي ذلك الشجار الصدئ بين الماء والقاع c0ا يبصر الوقت عبر موشورارتج ذهنك اثر اهتزاز القارب دائما يصعد غبار العادة في لجة التامل دائما ينبغي معاودة السير بنفس طازج وان تشهق وتزفر بعمق كي يصير ناصعا وجه الموت..
اين حجر رينوس؟ قادم انا من جوار شجرة عليها بصمت ايدي الغربة الناعمة للذكرى كتبت عبارة من وحي الكابة
اسقوني النبيذ هلموا عائد انا من السياحة في ملحمة وكالماء رقراق ومتلاش ع ظهر قلب كحكاية سهراب والنبيذ السحري. الى مزرعة طفولتي اقتادني السفر وقفث كي يستقر قلبي أنصت لحفيف فراشة وحينما اشرعت الباب، انكفأت على وجهي اثر هجمة الحقيقة. ثانية، تحت سماء المزامير عندما استيقظت جنب ضفة نهر بابل كان نغم البربط منطفئا وحينم اصغيت بكاءات كانت تتوافد وبضع برابط هائجة تتارجح بين اغصان الصفصاف الطري.
في تلك الرحلة كان الرهبان الطاهرون يشيرون الى ستارة النبي ارميا المطفئة وانا بصوت عال ارتل سفر الجامعة فيما فلاحون لبنانيون يحصون في اذهانهم ثمار اشجارهم. على قارعة الطريق كان الاطفال العراقيون العميان ينظرون الى خط مسلة حمورابي.
طالعت كل صحف العالم.
كان السفر مليئا بالسيول فيما سقفه مازوم ومسخم يفوح برائحة الدخان اثر صخب الالة وعلى الرمال ، قناني نبيذ فارغة. تجاور شقوق الغريزة وظلال الاحتمال.
في منتصف الطريق، كان صوت السعال يصاعد من مصحات المسلولين بينما العاهرات يتابعن بنظراتهن دخان الطائرات النفاثة، الممتد في سماء المدينة، الزرقاء الاطفال يلاحقون الطائرات الورقية كناسو الشوارع يرددون الاناشيد فيما الشعراء الكبار يصلون على وريقات مهاجرة.
وطريق السفر النائي يممضي بين الانسان والحديد قاصدا جوهر الحياة الخفي متصلا بغربة ساقية يافعة ببرق صدفة صامتة واتساع لون بالفة لحن.
الى المناطق الاستوائية اقتادني السفر وكم اتذكر تحت اشجار البانيان الصامدة جملة ولجت في مستنقع الذهن كن واسعا،وحيدا مطأطئ الراس وصلدا.
قادم انا من صحبة الشمس اين هو الظل؟
لكن مازالت القدم دائخة اثر تشعب الربيع، رائدة الحصاد تفوح من يد الريح وحاسة اللمس مغمى عليها. خلف غبار مزاج النارنج في هذا التجاذب الزاهي من يعلم في اية نقطة من الموسم ستست قر صخرة عزلتي؟ مازال الغاب يجهل ابعاده المتناهية مازالت الاوراق تستقل الحرف الاول من مفردة الريح مازال الانسان يسر شيئا للماء وساقية حوار تسري في ذاكرة العشب وعلى مدار الشجرة ثمة دوي لجناح طائر هو الحضور الغامض لسلوك الانسان همس همهمة يأتي. المحاور الوحيد لرياح العالم انا.

لي فقط،همست انهار العالم سر الفناء الطاهر. هناك على قارعة سرناك فسرت معنى اقراط التيبت ذات الماركة العرفانية لاذان فتيات بينارس الخالية من الاقراط فيا نشيد صباح الفيدوات ضع على كتفي كل ثقل الطراوة فانني مصاب بحمى التكلم ويا كل اشجار الزيتون الفلسطينية حدثيني عن وفرة ظلالك حدثي هذا المسافر الوحيد القادم من سياحة الطور المحموم بحمى التكـلم.
لكن ذات يوم سيمحى التكلم وفراشات الحواس المنتشرة ستخلع البياض على شوارع الهواء فياللقصائد التي انشدوها لهذا الحزن الموزون.
لكن، مارال شخص ما واقفا قرب شجرة فارس ما ماكث خلف بوابة المدينة
حلم معركة القادسية الهنئ يثقل جفنيه النديين. مازال صهيل خيول المغول المارقة يصاعد من مزارع البرسيم الهادئة مازال التاجر اليزدي يغمى عليه جنب طريق الحرير اثر تنشقه توابل الهند وقرب هامون مازلت تسمع استولى الشر على ارجاء الارض الف عام انقضى لم نسمع نغمة استحمام ولم تنطبع صورة فتاة على الماء.
في منتصف الطريق على ضفة جمنا كنت جالسا محدقا بمشهد تاج محل الراجف فوق الماء حيث الديمومة الرخامية للحظات الاكسيرية واتساع الحياة في جسد الموت انظر ان الجناحين الكبيرين مازالا يواصلان رحلتهما الى حافة روح الماء انظر ثمة قدحات مدهشة جوار اليد شارة واحدة فحسب الحياة ضربة هادئة على حجارة المغارة،
في مسير السفر شطفت طيور روضة النشاط غبار التجربة عن عيني ودلتني على عافية سروة جلست جوار تال ورحت اترنم بدفء اجلالا للمشاعر التي اضاءت اعماقي.
لابد من العبور ومرافقة الافاق النائية واحيانا نصب خيمة في شرايين كلمة لابد من العبور واحيانا التهام حبة توت من مطلع غصن..
كنت اتمشى محفوفا بالغزل وكان الموسم موسم البركة وتحت قدمي كانت تدهس اعداد الرمال امراة سمعت ذلك دنت من النافذة،القت نظرة على الموسم كانت في بدء ذاتها وكانت يدها البدوية تحصد بحنان ندى اللحظات من مشاعر الموت. وقفت وكانت شمس التغزل سامقة كنت مواظبا على تبديد الاحلام محصيا ضربات نبتة غريبة تطرق الذهن كنا نظن اننا بلا حاشية كنّا نظن اننا عائمون بين النصوص الاسطورية لزهرة ريباس متشنجة وان ثوان من الغفلة هي حصيلة كينونتنا..
كنا في مطلع العشبة الخطرة حينما هوت علي نظرة امراة: جاءت وقع خطاك ظننتها الريح تلاعب ستائر بالية كنت قد سمعت رنين خطاك جوار الاشياء ـ اين هو حقل الخطوط ـ انظر الى التموج، الى تشظي جسدي الشاسع؟ ـ من اية جهة ساصل الى السطحواملأ امتدادي حد حافة الكأس الرطبة عطشا في ايما مكان ستصير الحياة ظريفة كما انكسار انية متى سيدر سر الفطر لعاب الحصان؟ ـ وفي حشد الايادي الجميلة، سمعنا ،ذات يوم ايقاع اقتطاف عنقود.ـ في ايما مكان جلسنا على العدم وغسلنا ايادينا ووجوهنا بدفء تفاحة؟ ـ قدحات المستحيل تصاعد من الكينونة ـ في ايما مكان سيصير رعب التامل لطيفا واكثر خفاء من مسار الطائر نحو الموت؟ في محاورة الاجساد لكم كان طريق الصفصافة نيرا اي السبل تفضي بي الى مزرعة المسافات؟
لابد من العبور انها همسة الريح، لابد من العبور ومسافر انا ايتها الرياح الدائمة خذوني الى رحاب تشكل الوريقات الى طفولة ملوحة المياه والى ان يتكامل جسد العنب املاوا احذيتي بنشاط الجمال ارفعوا لحظاتي الى ذرى الطيور ودعوها تتسامى في سماء الغريزة الناصعة واحيلوا حادثة كينونتي المجاورة للشجرة الى صلة مفقودة وطاهرة وحين اتنفس العزلة بعثروا شبابيك مشاعري.
ابعثوني لمطاردة الطائرة الورقية للايام تلك ابعثوني الى خلوة اوجه الحياة ودلوني على مقام الهباء الملائم

وقع خطى أقدام الماء
من أهل كاشان أنادهري لا بأس بهلي كسرة رغيف، نتفة ذكاء، رأس إبرة ذوقلي أُم افضل من أوراق الشجرأصدقاء أنقى من ألماء الرقراق.
لي إله في هذا الجوار:بين أزهار الليلك هذه، عند الصنوبرة الشامخة تلك\فوق وعي للماءفوق قانون النبتة.
مسلم اناقبلتي وردة حمراءمصلاتي النبعتربتي النورسجادتي السهلإني أتوضأ بنبضات النوافذفي صلاتي ينساب القمر،يسرح الطيفخلف صلاتي يتجلى الحجرلقد تبلورت كل ذرات صلاتياني أُقيم الصلاة حينما:تنطق الريح آذانها،فوق منارة السروإثر تكبيرة الإحرامإثر "قد قامت" الموجكعبتي على حافة الماءكعبتي تحت أزاهير الأكاسياكعبتي كالنسيم تتنقل من بستان الى بستانمن مدينة الى اخرى.
"حجري الأسود"" ضياء الجنينة.
من أهل كاشان أنا الرسم مهنتياحيانا أبتدع من اللون قفصا أبيعه لكمكي يترطب قلب عزلتكم بغناء الشقائق الحبيسة فيهياللخيال! ياللخيال!أعرف أن قماشة الرسم بلا روحأعرف أن حوض لوحتي بلااسماك.
من أهل كاشان أنا ربما إنحدرتُ من سلالة عشبة من الهنداو آنية خزفية من تراب السيلكربما انتسبُ الى إمرأة داعرة من بخارى.
أبي بعد مجئ الخطاطيف، مرتين بعد سقوط الثلج مرتينوبعد إغفاءتين في الرواقخلف ألأزمنةمات.
حينما مات أبي كانت السماء زرقاءفزت أمي من نومها مدهشة، وازهوت أختي حُسنا.حينما مات أبي ،كان الحراس شعراءسالني البقال : كم من البطيخ تريد؟سألته: رطل قلب مبتهج بكم؟
كان أبي يرسمكان يصنع الأوتاركان أيضا ذا خط جميل.
حديقتنا كانت جنب فئ المعرفةكانت محل إنعقاد الشعور بالنبتةحديقتنا كانت نقطة إلتقاء النظرة والقفص والمرآةحديقتنا،ربما كانت قوسا من دائرة السعادة الخضراء.
كنتُ أقضمُ ، في الحلم، فاكهة الله النيئةكنتُ أشربث الماء دونما تفلسفكنتُ أقطفُ ألتوت بلا درايةوكلما إنفلعت رمانةأضحت اليدُ نافورة للأمانياحيانا تلصق العزلة وجهها على زجاج النافذة ياتي الشوق مطوقا بيديه عنق الاحساسكان الفكر يلعب كانت الحياة كزخة عيدكشجرة سنار مكتظة بالزرازير كانت الحياة آنذاك صفا من النور والدمى باقة حرية كانت حوضا من الموسيقى ،كانت.
الطفل رويدا رويدا نأى عن زقاق الجدار حزمتُ متاعي ،هاجرا زقاق مدينة الأماني الخفيضةممتلئا قلبي بغربة الجراد.
ذهبتث الى ضيلفة الدنيا :إلى سهل الحزن الى حديقة العرفان وغلى إيوان قناديل المعرفة ذهبتُتجاوزتُ درجة المذهب حتى بلغتث نهاية زقاق الشكأدركتُ هواء الغنى المنعشالى ليل المحبة المبتل ذهبتوألى لقاء شخص في الجهة الأخرى من الحب ذهبتُ ، ذهبت الى المرأة إلى قنديل اللذة إلى صمت الرغبة
رايتُ فوق الأرض اشياء:
طفلا يشم القمرقفصا بلا باب فيه يلتاع الضوء سُلما يتسلقه العشق نحو سطيحة الملكوت رأيتُ إمرأة تطحن النور بمهراس ..على مائدتهم المبسوطة كانت الظهيرة خبزا خضرة كانت كانت ندى ووعاء محبة ساخنرأيتُ شحاذا يتسول غناء القبرة من باب الى باب رأيتُ نعجة تجتر ورقة طائرية إتانا يفهم معنى الاحراش في مرتع النصيحة رأيت بقرة متخمة بعلف النصائح.
رأيت شاعرا يخاطب زهرة السوسن ب "أنتن "رأيت كتابا مفرداته من البلور رأيت ورقة من قماشة الربيعرأيتُ متحفا نائيا عن الخضرة مسجدا بعيدا عن الماء وعلى وسادة فقيه يائس ، إبريقا طافحا بالسؤال.
رأيتُ إتانا حمله الانشاء رأيت جملا حمله سلة الحكمة والأمثال الخاوية رايت صوفيا زادهُ "تنتاها ياهو"رأيتُ قطارا ينفل النور رأيتُ قطارا مثقلا بالفقهرايتث قطارا فارغا محملا بالسياسة رأيتُ قطارا محملا ببذور النيلوفر وغناء الكناري رأيتُ ذرات تراب جلية على زجاج نافذة طائرة محلقة في أوج الأغاليرأيتُ عرف الهدهدصورة ضفدع في بُركةذبابة تجتاز زقاق العزلةوالرغبة النيرة لعصفور غادر للتو شجرة السنار متجها نحو الأرض.
رأيتُ بلوغ الشمسالعناق الجميل بين دمية وفجرالسلالم المفضية الى بيت أزهار الشهوةالسلالم المفضية الى سرداب الكحولالسلالم المفضية الى قانون زوال وردة الجوريوالأدراك الرياضي للحياة السلالم المفضية الى بيت الإشراقالسلالم المفضية الى منصة التجلي.
هناك في الأسفل كانت أمي تشطف أكواب الشاي بذاكرة الشط

كانت المدينة مرئيةكان النمو الهندسي المتفاقم للاسمنت والحجر والحديد واضحاواضحة كانت الباصات ذات الأسطح المقفرة الطيوربائع الورد اذ يعرض بضاعته في المزاد.
ثمة شاعر ينصب ارجوحة بين شجرتي ياسمينصبي يرشق المدرسة بالحجارةطفل يبصق نواة المشمش على سجادة ابيه الباليةماعز يشرب الماء من خارطة بحيرة خزر.
حبل الغسيل كان واضحا ومشدة الصدر.
عربة تنتظر مكث الحصانالحصان ينظر إغفاءة الحوذيالحوذي يترقب الموت.
كان الاحتفال واضحا كان الموج واضحاالثلج والصداقة والكلمة والماءوصور الأشياء مرتسمة على سطح الماءوظل الخلايا الندي في بقعة دم.
سمت الحياة الندية.
رحلة البذرة الى الوردةرحلة اللبلاب من بيت الى بيترحلة القمر الى الحوضاندلاع البيلسان من التربةاندلاع البيلسان من التربةنسكاب عريشة العنب اليافعة على الجدارزخة الندى على جسر الرؤياقفزة البهجة من خندق الموت عبور الحادثة من وراء الكلام.
حرب روزنة ضد أمنية النورحرب درجة سلم ضد قدم الشمس الممتدةحرب العزلة ضد أغنيةحرب ملهاة بين الأجاصات وزنبيل خاو حرب دامية بين الرمانة والأسنان حرب النازيين ضد ساق نبتة مغناجإشتباك الببغاء مع الفصاحةحرب التربة ضد برودة الجبين.

هجوم بلاط المسجد على السجودهجوم الرياح على معراج فقاعات الصابونهجوم فيلق الفراشاتعلى برنامج إبادة الافات الزراعيةهجوم أسراب الجراد على عمال أنابيب المياه هجوم معسكرقصب الناي على حروف الرصاصهجوم مفردة على فك الشاعر.
فتح قرن بأكمله بيد قصيدةفتح مزرعة على يد زرزورفتح زقاق بتحيتينفتح مدينة بأحصنة من خشب فتح عيد بدميتين وكرة.
مقتل خشخاشة خنقا، على فراش الظهيرةمقتل حكاية في زقاق الحلممقتل كإبة بامر من نشيداغتيال صفصافة بمرسوم حكومياغتيال شاعر كشيب بزهرة البيلسان.
كل شئ كان واضحا فوق الارضالقانون يتمشى في زقاق اليونانالبوم ينعق في الجنائن المعلقة الريح في منعطف خيبر تسوق لفافة من الخس نحو الشرق.
فوق بحيرة الشذرة الهادئة يترنح زورق ملئ بالورودفي بينارس ثمة قنديل أبدي وهاج يشع في مطلع كل زقاق.
رأيثُ الناسرأيت المدنرأيت السهوب الجبال،الماء والترابرأيت النور والظلمةالنباتات رأيتها فى النور وفي الظلمةرأيت الحيوات في النور رأيتث الحيوات في الظلمةرأيت الانسان في النور والظلمة.
من أهل كاشان أنا لكن كاشان ليست مدينتيمدينتي ضاعتوأنا بالحمى شيدت مدينة في ضقة أخرى من الليل
في هذا البيت ، قريب أنا من أسماء الأعشاب الرطبة المجهولةاني أنصت لشهقات الجنينةوزفرات العتمة حين تنساب من وريقة مهجورةوسعال نير يفد من وراء شجرةوعطسة الماء المنبثقة من احجار صلدةوسقسقة النورس من سقف الربيعوصرير نافذة العزلة الصدى المشذب لانسلاخ جلد الحب المبهموتراكم رغبة الطيران فوق جناح اني أنصت لتشقق أبهة الروحوقع أقدام التمنيوقع خطى الدم في الأوردةوخفقات قلب ليلة جمعةوصهيل الحقيقة النقي النائيأني أنصت لعصف الأنثى ودبيب خفي الأيمان في زقاق الشوقهطول المطر على أهداب الحب النديةعلى نغمات البلوغ الحزينةوأناشيد شجيرات الرمان.تشظي زجاج البهجة ليلاوتمزق وريقة الجماالعصف الريح حين تُملي وتفرغ إناء الغربة.
قريب أنا من قلب الأرضلي دراية بمصير الماء،بطبائع الشجرة الخضراءروحي منسابة نحو جهة الاشياء ،البكريافعة روحيتسعل أحيانا إثر الشوقروحي عاطلة عن العمل:نحصي قطرات المطر وشقوق القرميدلها أحيانا وجود حقيقي كما احجارالعثار.لم أر شجرتي حور متخاصمتينأوصفصاافة تبيع ظلها للارضسدرة تهب غصنها للغراباينما صادفت وريقة إزهر حنينيشتلة خشخاش عمدتني بسيل الكينونة.كما جناح فراشة أعرف وزن السحركأصيص أصغي لموسيقى النموكزنبيل ممتلئ بالثمار مفعم بحمى النضج اللاهبةكحانة أقبع في تخوم الكسلكبناية مطلة على البحرقلق من التجاذبات السامقة لغيمةما تريد من شموس ، ماتريد من إنعقادات،ماتشاء من وفرة
قانع أنا بتفاحة أو بشم فسيل أو بابونجلي قناعة طاهرة بمرآةأنا لا أضحك لو أن بالون إنفجرأو فلسفة شقت القمر نصفينأني اعرف دوي أجنحة الفراشةألوان بطن النعجةإثر أقدام الماعزأعرف جيدا أين ينمو الريباسمتى يأتي الزرزورمتى يغني الدراجمتى يموت البازأعرف معنى القمر حين الصحراء غافيةمعنى الموت في ساق الأمل معنى توت اللذة بين أسنان في برهة المضاجعة
الحياة عادة جميلةلها أجنحة وزغب بحجم الموتلها قفزة بسعة الحبالحياة ليست شئ يغادر أذهاننا من على رف العادةالحياة جذبة يد تحصدطلع تين أسود في فم صيف ، فجشجرة تنأى في عين حشرةشعور غريب في قرارة طائر مهاجرالحياة صفيرقطار في منعطف جسر تأمل مزرعة من نافذة مغلقة في طائرةالحياة خبر عن مركب في الفضاء
لمس عزلة القمرشم وردة في كوكب آخر .
الحياة شطف آنية.
الحياة هي العثور على درهم في ساقية الشارع الجذر المربع للمرآةالحياة وردة أسها الأبديةحاصل ضرب الأرض بنبضات قلوبناالحياة هندسة بسيطة مستوية الأنفاس
لأكن أينما كنتُلي السماء لي النافذة والـتأملالهواء والحب لي الارضماضير إن نماأحيانا فطر الغربة؟
ولنأكل في الصباح الخبز والجبنولنزرع فسيلا في منعطف كل حديثولنبذر السكوت بين هجائينألا نقرأ كتابالاتهب منه الريح أو كتابا لم تتطرا فيه قشرة النسيمأوتتباعد فيه المساماتألا نطالب الذبابة بمغادرة انامل الطبيعةألا نطالب النمر مغادرة بوابة الخليقةولنعلم أن الحياة تختل إن نقصت منها دودةولو لم يكن الموت لكانت اليد تبحث عن شئ ماولو لا النور لاختل قانون الطيران البهيوبلا مرجان، سيكون مضطربا ذهن البحر.
لنشم عطر أطلسيات المشفىعلينا أن لا نستفسر عن نافورة الحظعن قلب الحقيقة الازرقعن ليل الاسلاف ونسيمهمما من فضاء خلفنامامن طائر يشدولاريح تعصف وراءنامغلقة نافذة الصنوبرة الخضراءخلفنا تراب وتاريخ منهك.
الى البحر إذن نلقي فيه شباكناوننتزع الطراوة من الماء.
إن ذرة رمل من ساحل بحرتوجز الشعور بثقل الكينونة.
علينا ان لانسب القمر ان داهمتنا الحمىأحيانا حينما تصيبنيأرى القمر يهبط الى الارضأرى غناء السهرة متألقاأحيانا، ثمة جرح في قدمي يسرد لي كل تفاصيل الارض
على سرير المرض رأيت حجم الوردة مضاعفارأيت قطر النارنج وشعاع الفانوس علينا أن لانخشى الموتالموت ليس نهاية الحمائمليس الموت الا جندب مقلوبالموت منساب في ذهن ورود الاكاسياالموت عشبة في مناخ الفكرفي نواة ليل القرية ، يتحدث الموت عن الفجرمع عنقود عنب يفد الى الفمالموت مسؤول عن موت جناح فراشةأحيانا يحصد الموت الريحانأحيانا يشرب الموت الفودكاوأحيانا يجلس في الظل محدقا بنا.علينا ان لانغلق الباب بوجه المصير الحيالوافد من وراء الصنوبراتلنزيح الستارة لندع المشاعر تتنفسلندع البلوغ يبيت تحت البتلة التي يشاؤهالندع الغريزة تلهوتخلع حذاءها لتقفز من على اكتاف الورودنحو الفصوللندع العزلة تغنيتكتب شيئا.. تسير في الشوارعلنكن بسطاء إن امام كوة مصرفأو تحت شجرةليس شأننا معرفة سر الوردة الحمراءربما تتلخص مهمتنا بالسباحة في بحيرة خرافتهاأن ننصب الخيام خلف المعرفةأن نغسل أيادينا بجذبة وريقةأن نتجه نحو المائدةأن نولد في الصباحات مع اشراقة الشمسأن ندع الهيجان يطير أن ندع الندى يتقاطر فوق الفضاء واللون والصوتوالنافذة والوردةأن نثبت السماء بين مقطعي مفردة "وجود"ان نفرغ ونملا رئاتنا بالابديةان ننزل عب المعرفة عن اكتاف السنونوان نسترد الاسم من الغيممن السنار والبعوض والصيفان نتسلق اقدام المطر الطرية نحو ذروة الودان نشرع الابواب بوجه الانسان والنور والنبات والحشراتان نهرول بين النيلوفر والزمن نحو الحقيقة