الأحد، 1 يونيو 2008

لقاء مع الشاعرة والباحثة القانونية غادة العبار


لا شيء يقف أمام طموحاتي وأحلامي ليس لها نهاية
والنقد لا يصنع شاعرة ولا ينهي من تجربتها أيضاً

حوار محمد الرميح

المـرأة الليبية بصورة عامة هـي امتداد لشاعرات ملأن الدنيا بأشعارهم شـاركن وزاحمن الرجال في هذا المعترك الأدبي الشعري ومـن بين الأسمـاء الشعرية الشابة الذين وضـعوا ببصماتهم وكتباتهم الشعرية في هذا العالم الساحر فعندما نتكلم عن الشعر والشعراء فسيفرض أسمها من بين هؤلاء الشعراء الشباب التي نتشرف بما يخطه أقلامهم مـن مشاعر وأحاسيس تعبر عن مكامن أحاسيسنا ومشاعرنا ضيفتنا اليوم الشاعرة غادة العبار التي تسـري حروفها في نبض العروق وصاحبة الحس المرهف والعواطف الجياشة التي تنتقل مـن حنايا قلبها ولا نملك أن نقول سر تألقها في سلاسة أسلوبها والموسيقي العذبة التي تتراقص بين كلماتها والتي حضينا ليكون معها هذا الحوار
من هي غادة العبار؟
غادة العبار مواليد 1964 شعبية من عائلة متواضعة بسيطة اجتماعية أحب إسعاد كل من حولي حتى لو كان علي حساب نفسي أحـب التعرف علي الآخرين ومشاركتهم والتعبير عن أحاسيسهم أشتغل حالياً كباحة قانونية بجامعة قاريونس إنسانة تطمح بأن تحقق أهدافها وتسعي جاهدة لخدمة هذا الوطن التي تشرفت بان تكون منه
كيف بدأت علاقتكِ بالقلم و الشعر على وجه الخصوص ؟
عشقت القلم و الورقة منذ تعرفت عليهما و نشأت بيني و بينهما صداقة من نوع خاص بدأت في طفولتي في صياغة الجمل القصيرة وكان هذا في المرحلة الإعدادية ومع مرور الوقت زاد الاهتمام بهذه الموهبة والحمد الله شاركت في العديد من المهرجانات التي تقام في المدينة وتحصلت علي ترتيب متقدمه وهذا راجع من الدعم الذي تلقيته من عائلتي التي كانت مقتنعة بما أكتبه ومتفائلين بي بان أكون في المستقبل شاعرة
نجاح الإنسان يعتمد إلى حد كبير على علاقة الحب التي تنشأ بينه وبين أدوات عمله فكيف تصفين علاقتك بالقلم ؟
علاقتي بالقلم فالقلم هو المتحدث الرسمي عن ما أحس به و أراه في المحيط الخارجي فمن خلالها أعبر عن ماأحس فحبي لها هو الرابط الحقيقي لهذه العلاقة الذي أحاول أن أصل بكلمات لقلوب الناس حتى أتمكن من التعبير عن أحاسيسهم ومشاعرهم
من الشخصيات المؤثرة في حياة الشاعرة غادة العبار سواءً في كتابة الشعر ؟ بصراحة في مجال كتابة الشعر لم أتأثر بأحد من الشعراء ولكن أحببت القراءة للكثير من الشعراء الذين يعجبونني كتباتهم الشعرية من ضمنهم المرحوم الشاعر عبدالله عبدالمحسن والشاعر حسن السوسي والشاعرة وجدات شكري وكذلك الشاعر المتميز نزار
لكل كاتب أسلوب خاص و أجواء يفضل الكتابة فيها أو حالة معينة تدفعه للإبداع فهل يخلق الشاعر هذه الأجواء أم يترقب تهيؤها له ليعايش اللحظة بلحظة بصدق أكبر ؟
الشاعر إن لم تهاجمه الرغبة في الكتابة فلن يستطيع بأن يحرر حرفاً و الأجواء الكتابية تفرض نفسها عليه عندما تتملكه الرغبة في التعبير أما عني شخصياً فلا يوجد وقت محدد للكتابة الشعر بكل تكون الكتابة في الوقت الذي يستوجب عليا مسك القلم والتعبير عما يجول في خاطري وأظن أي شاعر يوافقني الرأي .
هل تعتقدين ارتباط الشاعر بوظيفة صحفية أو مواعيد محددة لتسليم قصائده يتسبب بنوع من الضغط و يجعله في بعض الأحيان يقدم أعمال و هو غير راضٍ عنها ؟
الشاعر طبيعته لا يحب التقيد أو الروتين لكن إذا كان مرتبط بوظيفة صحفية أو مـواعيد محددة لتسليم قصائده في موعد معين فهذا سيؤثر على جودة إنتاجه الشعري أو ربما العكس و هذا الأمر أعتقد أنه يرجع إلى موهبة الشاعر و أظن من ينظر إلى الشعر كمهنة فقط فلن يكون إنتاجه بجودة من يكتب الشعر للشعر
هل تعتقدين ضرورة النشر للشاعر هل من الضرورات الاعتراف به كشاعر؟
لا أظن هذا فالكثير من الشعراء لا يهتمون بالنشر بل تكون كتباتهم محفوظة في الذاكرة وربما في ذاكرة العديد من يستمعون إليهم ولكن في وقتنا الحالي النشر وسيلة من وسائل التعرف علي الشاعر فهي الطريقة لوصول كتباته للقاري والحكم عليها بأنه يستحق أن يطلق عليه كلمة شاعر أو ينسحب من هذا المجال
هناك شكوى من المواهب الشعرية الشابة تتذمر من تهميش دور الصغار و الاهتمام بالأقلام المعروفة فقط فهل عانيتِ من هذه المشكلة ؟
المشكلة التي تواجه الأقلام الشعرية الشابة من تهميش نابعة عن عدم الإيمان بجيل الشباب فالجيل السابق من الشعراء ينظر بعدم الثقة لقدرات جيل الشباب لأنه ينظر إليه على أنه جيل متسرع ويريد الحصول على كل شيء بسرعة.الواجب على جيل الشباب إثبات نفسه ففي نظري في بعض أبناء هذا الجيل من يملكون الأفكار الجديدة المفيدة التي قد تساهم من تطوير مجال الشعر وأتمنى من الجيل السابق أن يدعم الشباب و يمنحهم الفرصة للتعبير عن قدراتهم فالشباب سيكونون الامتداد لهم أما بالنسبة لي فأنا كنت محظوظة لأنني و لله الحمد و جدت الدعم و لم تواجهني أي صعوبات
ما تعريف الكتاب بالنسبة لكِ ؟ و لمن تقرأين في الوقت الحالي ؟
الكتاب بالنسبة لي عالم يعطي و لا يأخذ و مضمون الكتاب إن كان جيداً يفيد كثيراً بتنمية القدرة على التفكير و التعمق بأمور كثيرة في الحياة وللأسف لا يوجد كتاب محدد أفضل قراءته لأنني أحب القراءة والمطالعة لكل ما هو ومفيد يزود بالمعلومات
هل من نصيحة توجهينها للشباب الذين يخطون خطواتهم الأولى في مجال كتابة الشعر ؟
أنا لم أصل بعد لدرجة توجيه النصائح فأنا نفسي لا أزال أخطو خطواتي الأولى في مجال كتابة الشعر ولكن أود أن أوجه كلمة للجيل الشاب بأن يواصلوا الاستمرار إذا كان لديهم الإيمان في رسالتهم وأنصح كل الشعراء بتقبل النقد الموجة لهم لأنه لا يصنع شاعراً ولا ينهي تجربة أيضاَ والله ولي التوفيق
ما خطواتك القادمة ؟
بصراحة لي العديد من القصائد التـي تكون بمثابة ديـوان شعري وأطمح أن يصدر لـي ديوان خاص بي يضم هذه القصائد وأن نشاء الله سأسعى جاهدة ليخرج هذا الديوان للنور وحيز الوجود
انتهت المقابلة ولم ينتهي من أفكارنا بالفعل كلامك كنا أذان صاغية نسمع همساتك بعناية وشربنا من فرات كلماتك فقبل أن نودعكِ بماذا تختمين لنا هذا اللقاء ؟
أحيكم وأحي فيكم روح الشباب التي كنا نفتقدها والحمد الله الآن ها نحن أصبحنا في واقع ملموس وأتمنى لكم علي غرار هذا الوليد الصحفي النجاح والتوفيق وأشكركم علي السعي الدءوب في أبراز المواهب وإبداعات الشباب وان شاء الله كنت ضيفة خفيفة الظل علي قراء الصفحة الفنية